أدى حريق متعمد إلى إلحاق أضرار بمسجد قرب ليون في شرق وسط فرنسا، ما أثار سخط الأحزاب السياسية وغضب الجالية المسلمة التي أشارت إلى "تصاعد موجة العنصرية والعداء للإسلام".
وأكدت وزارة الداخلية الفرنسية أن مسجدا في سان برييست في ضاحية ليون تعرض لأضرار السبت نتيجة حريق متعمد شب فيه، واصفة ما حدث بأنه "عمل دنيء لا يمكن التسامح معه".
وأوضحت الوزارة أن النار اشتعلت في باب المسجد لكنها "لم تنتشر"، وتسببت في احتراق مجموعة من الكتب الدينية. وقالت الشرطة إن الأضرار التي حدثت "في الداخل كانت بسبب الدخان".
ومن المقرر أن تنظم مظاهرة غدا الأحد أمام هذا المسجد احتجاجا على تكرار الأعمال التي تستهدف المسلمين، وذلك بعد أيام من انتهاك حرمة نحو 500 من قبور المسلمين في مقبرة نوتردام دو لوريت قرب أراس (شمال فرنسا). كما سبق ذلك اعتداء على مسجد ميزيو (شرق وسط فرنسا) في أغسطس/آب الماضي.
إدانات واسعة
وقد أدان رئيس المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية محمد موسوي هذا الحريق إدانة شديدة، ودعا السلطات الفرنسية إلى اعتقال مرتكبيه.
وقد أعربت وزيرة الداخلية ميشال إليو ماري لموسوي عن استيائها بعد وقوع هذا الحريق الإجرامي، وقالت إن السلطات شرعت في التحقيق باستعمال جميع الوسائل التقنية والعلمية للكشف في أسرع وقت ممكن عن مرتكبي هذا العمل الدنيء.
ومن جانبه ندد كامل قبطان عميد المسجد الكبير في مدينة ليون -المدينة الثانية في فرنسا وتعيش فيها جالية مسلمة كبيرة- تنديدا شديدا "بتصاعد موجة الكراهية للإسلام".
ودعا قبطان الذي كان برفقة العمدة الاشتراكية لبلدة سان برييست مارتين دافيد، إلى القيام بمظاهرة احتجاج بعد ظهر الأحد أمام مسجد سان برييست، داعيا السلطات إلى اتخاذ جميع الإجراءات للكشف عن منفذي هذا العمل.
كما أدان مسجد باريس الكبير "بقوة هذا العمل الإجرامي الذي يثير من جديد استياء عميقا في صفوف الجالية المسلمة الوطنية وشعورا متزايدا بتفاقم ظاهرة الكراهية للإسلام بعد انتهاك حرمة أماكن رمزية ومقدسة لدى المسلمين في فرنسا".
وانتقدت الأحزاب السياسية الرئيسية والجمعيات المناهضة للعنصرية هذا الهجوم، وقالت إنه عمل عنصري دنيء يمس بمبادئ الديمقراطية وحرية الاعتقاد والعبادة في بلد يعيش فيه نحو خمسة ملايين مسلم يمارسون عباداتهم في 1890 مسجدا ومصلى.
المصدر: وكالات