( قصة أهل الكهف):
وقصة اليوم في سورة الكهف التي قال عنها النبي صلى الله عليه وسلم: "من قرأ سورة الكهف في يوم الجمعة، أضاء له من النور ما بين الجمعتين"والقصة لمجموعة من الشباب حوالي ستة أو سبعة أفراد، عاشوا للفكرة، سماهم الله فتية، وفتية في اللغة العربية تعني مراهقين، قال تعالى ...إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْنَاهُمْ هُدًى)( الكهف13)، أما كلمة شباب في القرآن فتعني سن العشرينات، كما في قوله تعالى: …)[color:3ba6="Magenta"]رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْه...((الأحزاب23)
بعض النقاط حول قصة اليوم:
1. معجزة قرآنية في القصة.
2. دليل من دلائل نبوة النبي صلى الله عليه وسلم...
لأن السورة نزلت في مكة، وكانت قريش تُكذب النبي، وأرسلوا بكل من النضر بن الحارث وعقبة بن أبي معيط إلي أحبار اليهود في المدينة يطلبون منهم سؤالًا للنبي صلى الله عليه وسلم لا يعلم إجابته حتى يكون حجة عليه، فقالت الأحبار: نبحث عن قصة حدثت بعد نزول التوراة والإنجيل، لأن هذه القصة حدثت بعد مائة وخمسين عامًا من وفاة المسيح عليه السلام، ولن يعرفها إلا إذا كان نبيًا، فقالوا: سلوه عن فتية ذهبوا في الدهر الأول ما كان أمرهم؟"، فذهبت قريش إليه، وسألته، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:
"أخبركم بما سألتم عنه غدًا "
، ولم يقل إن شاء الله، قال تعالى: ) وَلَا تَقُولَنَّ لِشَيْءٍ إِنِّي فَاعِلٌ ذَلِكَ غَدًا*إِلَّا أَن يَشَاءَ اللَّهُ ...
)(23:24 الكهف)، فتأخر الوحي خمسة عشر يومًا، وهنا بدأت تشكك قريش في نبوة النبي صلى الله عليه وسلم، وهذه تعتبر من دلائل النبوة، فهو صلى الله عليه وسلم لا يعرف شيئًا عن القصة، ثم نزلت بعد ذلك آيات سورة الكهف، قال تعالى: )أَمْ حَسِبْتَ أَنَّ أَصْحَابَ الْكَهْفِ وَالرَّقِيمِ كَانُوا مِنْ آيَاتِنَا عَجَباً* إِذْ أَوَى الْفِتْيَةُ إِلَى الْكَهْفِ فَقَالُوا رَبَّنَا آتِنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَداً* فَضَرَبْنَا عَلَى آذَانِهِمْ فِي الْكَهْفِ سِنِينَ عَدَداً* ثُمَّ بَعَثْنَاهُمْ لِنَعْلَمَ أَيُّ الْحِزْبَيْنِ أَحْصَى لِمَا لَبِثُوا أَمَداً* نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ نَبَأَهُم بِالْحَقِّ إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْنَاهُمْ هُدًى ((13:9 الكهف)
أحداث القصة..
كان الإمبراطور دقيانوس حاكمًا ظالمًا، وكان يضطهد المسيحيين في الأردن الذين يعيشون في فقر شديد، وكان يقتل الكبار لكي لا يبقى منهم أحد، ولم يتبق منهم غير رجل واحد من أتباع المسيح، فقرر أن يوصل رسالته لعدد من الشباب، واستطاع أن يقنع سبعة منهم بالإيمان، وقُتل الرجل، ولكن هؤلاء الشباب لا يعرفون بعضهم بعضًا، وهنا يحكي ابن كثير القصة: في يوم العيد السنوي للآلهة ذهب كل فرد منهم للاحتفال مع أهلهم، ولكنهم لم يستطيعوا أن يشاركوهم مظاهر الاحتفال التي تتسم بالمجون والفجور، وهنا تسلل كل فرد منهم وترك أهله وذهب إلي شجرة بعيدة، وجلس تحتها، وجلسوا جميعًا، وبعد فترة من الصمت الطويل قطعه أحدهم قائلًا: "والله ما أخرجني إلا الذي أخرجكم." وبدأ الحوار بينهم حتى تعرفوا علي بعضهم البعض، وأشار الله إلي الصحبة الصالحة وأطلق عليهم أصحاب الكهف، كما قال تعالى: ( أَمْ حَسِبْتَ أَنَّ أَصْحَابَ الْكَهْفِ.[/COLOR]..( سورة (الكهف9)، والدرس في نهاية القصة هو قوله تعالى: ( وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ) ( الكهف28).
وهنا إشارة إلي:
*رفضهم للفساد من حولهم.
*أهمية الصحبة الصالحة التي تؤثر في علاقتك مع الله وأهلك ومستقبلك. وتصفهم الآيات، قال تعالى وَرَبَطْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ إِذْ قَامُوا فَقَالُوا رَبُّنَا رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَن نَّدْعُوَ مِن دُونِهِ إِلَهاً لَقَدْ قُلْنَا إِذاً شَطَطاً* هَؤُلَاء قَوْمُنَا اتَّخَذُوا مِن دُونِهِ آلِهَةً لَّوْلَا يَأْتُونَ عَلَيْهِم بِسُلْطَانٍ بَيِّنٍ ً ) (الكهف 15:14).*الاستعداد للقيام بالإصلاح في الأرض مثل النبي صلى الله عليه وسلم، كما قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ) (المزمل1)، (يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ)، (المدثر1) ،{فَإِذَا فَرَغْتَ فَانصَبْ }(الشرح7)
* التأثر للناس وأحوالهم والأخذ بأيديهم.