بسم الله الرحمن الرحيم
وصلاة وسلام على سيد المرسلين
أخيتى الحبيبه :-
في عصور الإسلام الفاضلة اشتهرت
صحابيات وتابعيات ونساء فقيهات عالمات وأديبات وشاعرات
حملن لواء الدعوة والعلم
وانطلقن ينشرون في أرجاء المعمورة
فانتفع بعلمهن الكثير، فكانوا أقمارا وشموسا في سماء الإسلام الساطعه.
أخيتي...
إن من الأشياء التي لفتت انتباهي في الفترة الأخيرة
انتشار ظاهرة التبرج بشكل غريب ودخيل على مجتمعاتنا الإسلامية,
ولعلها تركت في الذهن كثير من التساؤلات التي لابد من إجابة شافيه ووافية لها .
فهذه تساؤلات أحببت أن أوجهها للمتبرجات ،
أردت من خلالها أن تنتبه الغافلة ، وتتعلم الجاهلة ،
وتثبت على طريقها كلُّ فاضلة عاقلة ، فأقول ، وبالله أصول وأجول :
أختاه ..
هل تتبرجين ليراك الناس بهذا اللباس ، والتبرج المزعج ؟
وتفرحين إذا التفتت إليك الأبصار وتابعتك الأنظار ؟
فأين أنت عن الله ! أين أنت عمن يراك تلبسين ما نهاك عنه وحذرك منه ؟
أما تخافين عذابه ؟ وتخشين عقابه ؟ وتهابين حسابه ؟
أم أنَّ الدنيا أغرتك ؟ وفي أوديتها أردتك ؟
وبحبالها أوثقتك ؟ هل ركنت للدنيا الفانية وغفلت عن الآخرة الباقية
هل طمعت فيما يزول ؟ وانشغلت بما يحول ؟ ونسيت يوماً سيطول ؟
قال تعالى : [وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ] {البقرة:281}
* أختاه !
فهل تستوي المستترة مع المستهترة ؟! والمحجبة مع المتفرنجة ؟!
والتقيَّة مع الشقيَّة ؟! تالله لا تستويان ، لا في الدنيا ، ولا يوم يبعثان !
هل تعتقدين أن التبرج حضارة ، ومواكبة للتطور ، ومسايرة لركب التقدم ؟
الحقيقة أنها خدعة لا أظنها ولا أحسب أنك من ضحاياها ،
فالتبرج عودة للعصور الهمجية ، ورجوع الى عادة الجاهلية ،
ولهذا جاء النهي الصريح في كتاب الله تعالى .
قال تعالى [وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الجَاهِلِيَّةِ الأُولَى وَأَقِمْنَ الصَّلَاةَ وَآَتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللهَ وَرَسُولَهُ] {الأحزاب:33}
فهل ترضين بأن توصفي بالجاهلية ؟ أو تنسبين إلى العصور الحجرية ؟
انتبهي من مكر الأعداء ، واحذري من كيد الشيطان ،
فالرقي والتقدم التمسُّك بالآداب الشرعية ، والقيم الإيمانية
*أختاه !
هل تحتملين الحرمان من الجنة العالية لنزوة زائلة ،
ولنشوة عاجلة ؟ تمضي سريعاً كومض البرق ،
ثم يبقى الذنب في الصحيفة ،
وقد يكون سبباً للحرمان من الجنة ،فيا له من حرمان موجع .
فعن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ قال
: قال رسول الله ـ ( :" صِنفانِ مِن أهلِ النار لم أرَهُما .
قومٌ معهُم سياطٌ كأذنابِ البقرِ يضربُونَ بها الناسَ ،
ونساءٌ كاسياتٌ عارياتٌ ، مميلاتٌ مائلاتٌ ،
رُؤسُهنَّ كأسنةِ البُختِ المائلةِ لا يدخلنَ الجنةَ ،
ولا يجدنَ ريحهَا ، وإنَّ ريحها ليُوجدُ مِن مسيرةِ كذا وكذا
*أختاه !
لماذا تتبرجين ؟!
أليس ليراك الناس ، فيعجبون بك ، وينظرون إليك ، ويثنون عليك ، ويرضون عنك ؟!
أيعقل أن رضى الله تعالى آخر ما تفكرين به ، وتبحثين عنه ؟
فعن عائشة ـ رضي الله عنها ـ قالت :
قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم :" من التَمس رضا الله بسخط الناس ؛
رضي الله عنه ، وأرضى عنه الناس ،
ومن التمس رضا الناس بسخط الله ، سخط الله عليه ، وأسخط عليه الناس "
فأفيقي ـ يا أخيه ـ من هذا السبات العميق ، واحذري من آفات الطريق ،
واعلمي أن اليوم عمل ولا حساب ، وغداً حساب ولا عمل ،
وأنك راجعة إلى الله ، وواقفة بين يديه ، فخذي للموقف أهبته ، وللموقف عدته ،
وللسؤال إجابته ، فلا يغرنَّك بالله الغرور ، فإلى الله ترجع الأمور .
أخيتي
يامن ظنت نفسها محجبة !!ـ
تلبس بودي في غاية الضيق يبرز مفاتنها,
وترتدي بنطلون شديد الضيق يجسم عورتها,
وتضع خرقة على رأسها تغطي بها شعرها وتظن أنها محجبة !!
ما جزاؤها تحمل إثم عدم التزامها بالحجاب الشرعي
وإثم كل من نظر إليها وفتن بها لماذا لا تتشبهي بأمك ؟!!!ـ
أمك وأمي وأم جميع المؤمنين زوجات النبي صلى الله عليه وسلم
تشبهي بهن لترافقيهن في الجنة بإذن الله تعالى
فمن تشبه بقوم فهو منهم
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين